أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى عملية “الويمبي”، فأقام احتفالاً في القاعة التي تحمل إسم منفذ العملية الشهيد البطل خالد علوان ونظم مسيراً الى مكان تنفيذها في شارع الحمرا، حيث تم وضع إكليل من الزهر على اللوحة التذكارية التي تخلد ذكرى العملية.
حضر الاحتفال وشارك في المسير عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وفاعليات، الى جانب رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سمير رفعت ونائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعدد من أعضاء قيادة الحزب.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثم دقيقة صمت لأرواح ضحايا مراكب الموت وشهداء الحزب والمقاومة.
عرفت الاحتفال شيرين القادري، وقالت في كلمة التعريف:
عَلَى هَذَا اَلرَّصِيفُ تَلَاشَتْ أَحْلَامُ اَلْوَاهِمِينَ، حَيْثُ دَوَّتْ رَصَاصَاتُ خَالِدَ بَيَانًا جَلِيًّا يَقُولُ :
لَا يَسْتَقِيمُ أَوْلِيَاءُ اَلْحَقِّ، مَع أَوْلِيَاءِ اَلزُّورِ وَالْبُهْتَانِ؛ فَلَطَالَمَا كَانَ اَلْحَقُّ أَقْوَى، وَأَمْضَى، وَأَغْلَب.
عَلَى بُعْدِ أَمْتَارٍ مِنْ هُنَا، رَسْمَ خَالِدْ علوان اَلْمَشْهَدَ اَلْأَجْمَلَ وَالْأَسْمَى، وَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ بَيْرُوتَ اَلْحَقِيقِيِّ، وَجْهِ اَلْمُقَاوَمَةِ وَالنِّضَالِ، وجهِ المقاومةِ والنضال، اَلْعصيَّ عَلَى اَلتَّلْوِينِ وَالتَّطْبِيعِ.
وَهَا نَحْنُ هُنَا اَلْيَوْم، لِإِعَادَةِ إِحْيَاءِ ذِكْرَى عَمَلِيَّةِ اَلْوِيمْبِي اَلْبُطُولِيَّةَ، مُدْرِكُونَ أَنَّنَا اَلْبَارِحَةُ، وَالْيَوْمَ، وَغَدًا، فِي خِضَمِّ اَلصراع.
صِرَاعُنَا مَفْتُوحٌ، وَنِضَالُنَا ثَابِتٌ، وَقَرَارُنَا اَلْمُوَاجَهَةُ! مُؤَكّدُونَ أَنَّ 24 أَيْلُول، نَهْجٌ خَالِدٌ فِي بَيْرُوت، وَأَنَّ هُوِيَّةَ بَيْرُوتَ مُقَاوَمَةٌ، وهُوِيَّةَ بَيْرُوتَ خَالِدُ علوان.
وألقت كلمة الطلبة القوميين كارلا فضة وفيها قالت:
نحن صناع المجد والكرامة، فإن رحلت فداء وطني أمتي بالعز تحييني
اليوم ايلول مزغرد وبين طياته نسائم العز يحفظها وعلى كل غصن أيقونة علقت حكاية تجسد فعل البطولة والوفاء بوقفات العز إليك يا خالد.
كلمة القوى الوطنية
وألقى كلمة القوى الوطنية، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان فقال:
لأننا جميعاً مقيمون على هذه الجغرافيا وعلى هذه الأرض التي عاصمتها بيروت نقول: “عاش لبنان.. عاش لبنان” حراً سيدا كريماً على نهج خالد وطبعاً ليس كما نعيش اليوم، عاش لبنان على نهج خالد الذي بعمليته كنا نحن الذين نخدم في الجيش اللبناني في تلك الايام نشعر بأننا دخلنا إلى “تل أبيب”، واليوم يحاول البعض أن ينسينا تلك الأيام بمحاولتهم القول أنها لم تكن…”
وأضاف:”عملية خالد علوان على أرض سيدة العواصم استنهضتنا جميعاً حتى استمرينا في المقاومة لنصل إلى هذه المرحلة من المقاومة التي ترونها اليوم. إنها سلسلة وتراكم نضال من كل عملية كانت تجري على أرض لبنان من بيروت الى الجنوب، خالد ونبيل سعاده وسناء وبلال فحص وأحمد قصير. كل هؤلاء صنعوا هذا الزمن الجميل، زمن المقاومة، زمن العزة والكرامة والسيادة. مع التأكيد أننا ابناء لبنان والرفاق في الحزب السوري الاجتماعي وامتداده على مستوى الأمة ونحن المرابطون على مستوى لبنان كنا حين نأخذ الكلاشينكوف من اي تنظيم فلسطيني أو “الرينجر” الأخضر نعتبر انفسنا اكتفينا ونسير بإتجاه تحرير فلسطين، هذا ما كنا نعيشه نحن واتمنى أن يعيشه هذا الجيل، وحين نقول فلسطين فهذا يعني كل فلسطين من جليلها الى نقبها ومن برها الى بحرها والقدس الشريف دون تقسيم، أن الطريق الى فلسطين تكون من حيث مر خالد ومن قبله انطون سعاده وجمال عبد الناصر، كونوا كما هذه العقيدة التي قال فيها الزعيم سعاده (إنه صراع وجود وليس صراع حدود) وخالد علوان حين نفذ عمليته كان ينفذ قرار الأمة والوطن وأهل بيروت في المقاومة انذاك وقرار الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نفتخر به.”
وقال: اليوم نحن في ظل الظلام الدامس وزمن المذاهب والتطييف، وهذا النظام الفاسد القائم على مذهب التمذهب، وعلينا أن نخوض صراعاً جدياً في وجه هذا النظام لاسقاطه ولا مجال للهدنة معه، فهل يعقل ان الفاسد والمفسد والملياردير اللص أن يصبح خشبة الخلاص للبنانيين؟ من وضع هذه النظرية الغريبة.. لا اظن انكم تقبلون بها، انتم طليعة وليس من نزلوا الى الشارع وسموا انفسهم ثوار بادارة السفارات، نحن وإياكم الطليعة التي يحاول البعض تغييب دورها، علينا واياكم اسقاط هذا النظام، وأن يكون لدينا سلطة لبنانية خارج الخضوع للارادات الخارجية ومبنية على الارادة الحقيقية للشعب هذه هي الحقيقة الوحيدة وليس ما يعمد البعض الى تركيبه.”
وقال:”من يريد تحرير فلسطين عليه البدء بتحرير نفسه من الداخل وبعدها نذهب جميعنا الى فلسطين، ولا يزايد علينا أحد، من هنا اتكلم امامكم في حضرة خالد علوان والشهداء، لا يجوز ان نضيع هذه الدماء الطاهرة بالمهادنات مع هذا النظام الطائفي الذي يعمد الى تدمير كل شيء.
نعود الى نهج خالد الثوري، لنشير الى ثرواتنا الاستراتيجية، واقول لكم أن التفاوض مع هوكشتاين اليهودي هو تخلي وانتحار، ثرواتنا لنا والاتفاق والتسوية ليس انتصارا، وكما قال عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وختم قائلاً: باسم المرابطون وباسم أهل بيروت وباسم كل اللبنانيين نقول لكم يا أبناء النهضة، يا أبناء سوريانا كنتم دوما في الطليعة المناضلين والمقاومين وبكم نفتخر وبزعيمكم، ومن منبركم اليوم أدعوكم الى إعادة مجد الحركة الوطنية ببرنامجها المرحلي كي نقضي على هذا النظام ونسير على نهج خالد باتجاه فلسطين كل فلسطين وتحريرها مع قدسها الشريف.”
كلمة الفصائل الفلسطينية
والقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ومسؤولها في لبنان أبو كفاح غازي الذي قال: بداية نتوجه بالتعزية لأهالي شهداء زورق الموت الذين قضوا في البحر قبالة جزيرة أرواد بطرطوس، شهدا لقمة العيش التي ضاقت بهم سبل العيش الكريم من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين داعين المولى ان يتغمدهم برحمته.
أضاف: في ذكرى عملية الويمبي نقول، الثوار والمناضلون يستمرون بالحياة بأرواحهم وعطاءاتهم وذكراهم وما قدموه في حياتهم.. إنهم المنارة والشعلة والقدوة والأمثولة.
الشهيد خالد علوان، شهيد فلسطين، شهيد لبنان، إبن حزب فلسطين، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعمليته حكاية بطولة.. وحكاية نهج آمن به وسار عليه قوميو الأمة، سوريو انطون سعاده..
وتابع:” عملية الويمبي شكلت منعطفاً ثورياً مقاوماً للبنان وفلسطين والأمة، فهي فاتحة تحرير بيروت وطرد المحتل الصهيوني من ربوعها، انها عملية نوعية بارزة تضاف اليها عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، فكانت المعارك والملاحم البطولية التي سطرتها قوى الثورة الفلسطينية واللبنانية في الجنوب وخلدة والناعمة وكل بقعة وصل إليها الاحتلال.
أما في بيروت فأتاهم الجواب من شاب لم يتجاوز الـ19 من عمره، تربى وترعرع في كنف الحزب السوري القومي الاجتماعي، نهل من أفكار ومبادىء مؤسسه انطون سعاده، بأن بيروت ولبنان وكل الأرض العربية تقاوم الاحتلال فكانت الطلقة القاتلة من مسدس الشهيد البطل خالد علوان في صدر وقلب ضباط وجنود العدو الصهيوني الذي اعتقد أنه يستطيع البقاء في بيروت ويتنزه في حدائقها ويرتشف القهوة في مقاهيها.. وكانت صرختهم الشهيرة “لاتطلقوا النار إننا منسحبون”.
وقال: “في العام 1982 كانت أنظار العالم مشدودة إلى لبنان وعاصمته بيروت لمتابعة وقائع الإحتلال الصهيوني، والجميع تساءل هل تصمد، هل تنهار، هل تستكين، هل يبقى الاحتلال جاثماً على صدرها، وكثير من الانظمة تمنوا ذلك… سريعا جاوب لبنان شعبا وقوى وطنية ومقاومة باسلة، جاوب بطلقات مسدس خالد علوان في بيروت، وبنادق كل القوى الوطنية اللبنانيةوالفلسطينية، شيوعيين وناصريين وقوميين واسلاميين، فكانت البداية لدحر الاحتلال عن بيروت ولبنان..
أما النهاية.. نهاية الاحتلال فكانت على أيد بنادق ومدافع ورشاشات وصواريخ الأبطال المقاومين والإرادة الصلبة التي تقدمتهم المقاومة الاسلامية، حزب الله، الذي بنى استراتيجية تحرير لبنان وإلى جانبه كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية وتبنوا دعم فلسطين وشعبها ومقاومتها.. بل أصبحت العنوان..
نعم هذا ايلول خالد علوان، أيلول عملية الويمبي.. أيلول المقاومة.. أيلول بدء التحرير نعتز ونفتخر
أما ايلول بعض الحكام العرب فقد استسلموا فيه للدغة العقرب الصهيوني، وقفوا كالأقزام ينتظرون ويراقبون، اختلت ضمائرهم وانتفت مشاعرهم، ويتباهون بلقاء بني صهيون، بل البعض بارك لهم ما اعتبروه فتحاً وشركاء في الوطن والسماء وفي الثروة والماء” مضيفاً:”لم يخطر على بال حتى الصهاينة أنفسهم سرعة تمددهم وغزوهم الجديد لبعض عواصم العرب من خلال عمليات التطبيع المتسارعة والتي لا تقل خطورة عن الغزو العسكري…
وقال: هذا النهج الذي يتسابق أصحابه في إحتضان العدو الصهيوني والسقوط أمام أقدامه صاغرين، هو نهج مدمر لقضية فلسطين التي هي قضية الأمة… وتنكر لدم الشهداء الذين قضوا في مواجهة العدوان والإحتلال وخنجراً في ظهر فلسطين والأمة… أما رهاننا فهو على شعوبنا العربية المعروفة بتاريخها على مر الزمن فهي تأبى الظلم والضيم ولا تستكين للطغيان، وستبقى إلى جانب القدس وفلسطين التي ترزح تحت نير الإحتلال وتئن بجراحها من ظلم هذا الاحتلال الصهيوني.“
وأضاف:” إنّ شعب فلسطين ومقاومته يسطر اليوم ملاحم البطولة في غزة والقدس وبيت لحم وجنين الصمود ونابلس والخليل وحيفا ويافا واللد وفي كل مدينة وقرية على امتداد الوطن من نهره الى بحره. فالعمليات البطولية لأهلنا وشعبنا ضد الاحتلال داخل فلسطين تمثل رمزاً لإرادة شعب فلسطين، لإرادة المقاومة الصلبة، وهذا يجب أن يكون حافزاً للأمة لتصعد مواقفها ضد المشروع الصهيوني.. فشعب فلسطين حول الطرقات والحواري والأزقة الى كتل من نار تحت أقدام الطغاة والمغتصبين…
ولأنظمة التطبيع نقول لهم لن تجنوا من فعلكم وتطبيعكم وانبطاحكم أمام الكيان الصهيوني إلا قبض الريح والفراغ في الهواء.
إن فلسطين سوف تحرر من رجس الاحتلال بقوة المقاومة والإيمان بالنصر وبدعم واسناد شرفاء الأمة وفي المقدمة منهم محور المقاومة المتمثل بالجمهورية العربية السورية حاضنة فلسطين وشعبها وقضيتها، والجمهورية الاسلامية الإيرانية الداعم والسند وقوى المقاومة في لبنان والعراق الثائر واليمن الجريح الصامد الثابت مع فلسطين… وكل حر وشريف في العالم العربي الكبير والعالم.“
وختم كلمته بتوجيه التحية للشهيد خالد وحزبه ولكل المقاومين والشهداء، وللأسرى والمعتقلين.
كلمة القومي
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح كلمة القيادة المركزيّة، استهلّها بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا في فلسطين والمقاومين الأبطال الذين واجهوا ببسالة واقتدار قوات الاحتلال الصهيونيّ التي حاولت اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس وبلدة الطور شرق القدس.
كما توجّه صالح باسم قيادة الحزب، بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا الذين قضوا في مراكب الموت، لافتاً إلى أن المسؤوليّة تقع على الدول التي تفرض حصاراً على لبنان وعلى السلطة السياسيّة التي استقالت من مسؤوليّاتها تجاه الناس.
وقال صالح: نلتقي اليوم لنحيي ذكرى عملية الويمبي التي نفّذها الشهيد السوري القومي الاجتماعي خالد علوان، ابن مدينة بيروت المقاومة والصمود التي رفضت الخضوع واختار أبناؤها الأشداء المواجهة وتقديم أغلى التضحيات حفاظاً على تاريخهم النضاليّ وعلى هويتهم والتزامهم القضية الفلسطينية وانتمائهم الى محيطهم القومي فبذلوا الدماء الزكيّة لتحقيق هذا الالتزام.
وأشار صالح إلى أن المقاومة انطلقت بمواجهة الاجتياح الصهيوني في جميع المناطق اللبنانيّة بدءاً من عملية إسقاط سلامة الجليل بإطلاق الصواريخ على مستعمرة كريات شمونة في 21 تموز من العام 1982. وتصاعدت العمليات مستهدفة قوافل ومواقع جنود العدو وصولاً الى ظاهرة الأجساد المتفجرة والعمليات الاستشهادية التي ألحقت الخسائر الجسيمة في صفوفهم وأجبرتهم على الانسحاب من معظم مدن وقرى الجنوب والتموضع في ما يُسمّى بالشريط الحدودي، اكد أن في الخامس والعشرين من إيار عام 2000 انسحب العدو الصهيوني ذليلاً مهزوماً بعد أن استهدفت المقاومة مواقعه ومواقع عملائه العسكرية ودمرتها وأوقعت المزيد من القتلى في صفوفه، فتحررت معظم الجغرافيا اللبنانية من براثن الاحتلال وعاد الجنوب الى حضن الوطن بفعل المقاومة التي أثبتت انها الخيار الأنجع لاستعادة الحقوق وتمكنت من ارساء توازن الردع والرعب مع العدو. وهذا ما أثبتته في حرب تموز عام 2006 فحققت نصراً مؤزراً وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وها هي اليوم تؤكد أنها وحدها القادرة على الحفاظ على ثروات لبنان النفطية والغازية وعلى استعادة كل حبة تراب من الحدود البريّة وكل نقطة ماء من المنطقة الاقتصاديّة البحريّة اللبنانيّة الخالصة.
وذكّر صالح في كلمته بمجزرة صبرا وشاتيلا في 17 ايلول 1982 التي ارتكبها العدو الصهيوني وعملاؤه الخونة وأودت بحياة أكثر من 3500 شهيد من النساء والاطفال والشيوخ العزل، وقال ان هذه المجزرة الوحشية لا تزال حاضرة ببشاعتها في الذاكرة، وهي أحد الأدلة الساطعة على طبيعة العدو الإجراميّة الإرهابيّة.
وشدد على أن المعركة المصيرية الوجودية ضد العدو الصهيونيّ هي معركة واحدة. لذا فإننا نحيي أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة الذين يخوضون مواجهات بطوليّة ضد الاحتلال ثأراً لدمائهم، وتأكيداً على أن المقاومة هي خيارهم لتحرير فلسطين كل فلسطين وأن توحيد ساحات المواجهة هدف أسمى. وإننا نتطلع الى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج نضاليّ مرتكزه المقاومة التي أثبتت من خلال معركتي سيف القدس ووحدة الساحات، أنها الخيار الأوحد لإنجاز التحرير والعودة.
وقال إننا في ذكرى عملية الويمبي التي نستحضر من خلالها عمليات المقاومة وشهدائها، نستحضر أيضاً الدور المفصلي والاستراتيجي الذي تنكبته سورية وهي التي خاضت مواجهات ملحميّة ضد الغازي الصهيوني وقدمت الشهداء والتضحيات الجسام في هذه المواجهة دفاعاً عن وحدة لبنان وما قدّمته من دعم وإسناد لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
فالتحية كل التحية من منبر الشهيد خالد علوان وباسمكم جميعاً إلى سورية وقائدها الرئيس بشار الأسد وجيشها الباسل. فسورية سخرت كل قدراتها وإمكانياتها دعماً للمقاومة ومنعاً لتقسيم لبنان وساهمت في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتثبيت سلمه الأهلي. فلسورية رئيساً وجيشاً كل الشكر والامتنان.
واليوم نؤكد أن رفقاء خالد علوان وجميع الأحرار والمقاومين مستمرون بالقتال الى جانب الجيش السوري الباسل في المعركة لدحر الإرهاب وتحرير الأراضي السورية من الاحتلال والعصابات الإرهابية.
واننا ندين الاعتداءات الصهيونية على سورية والصمت والتواطؤ الدولي والعربي المريب.
وعرض صالح للوضع الاقتصادي حيث قال إن ما حققه المقاومون من نصر وعز وكرامة لبلدهم وشعبهم يواجه بعقوبات وحصار اقتصاديّ ترعاه الولايات المتحدة الأميركية واتباعها ولذلك يشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادة تستعصي على الحلول بسبب طبيعة النظام السياسيّ الذي يحكم لبنان منذ عام 1943 القائم على الطائفية والمحاصصة.
وقال ان الإصلاح الحقيقي يبدأ بالإصلاح السياسي وأول بنوده إلغاء الطائفية عبر جملة خطوات تبدأ بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، ووضع قانون انتخاب يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي. واعتماد قانون أحزاب جديد عابر للمناطق وتعزيز هيئات الرقابة وقضاء مستقل لمحاسبة الفاسدين والمرتكبين. والانتقال من الاقتصاد الريعيّ إلى اقتصاد الإنتاج، واعتماد دولة الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية ليتمكن المواطن اللبناني من العيش الكريم.
وشدد على ان بيروت صمدت وانتصرت فاستحقّت أن تكون عاصمة للمقاومة وعاصمة لحرية الرأي والتعبير، وعاصمة للصحافة، الصحافة التي تعرّضت في بيروت لاعتداء آثم تمثل باحتلال مكاتب جريدة “البناء” منذ أسبوع ونيّف. وهذا الاعتداء لا يمكن التعاطي معه إلا بمسؤولية عالية، لا سيما من قبل الأجهزة الأمنية التي لا نرى سبباً لمماطلتها بتفيذ القرارات القضائية؟
واكد أن حرية الصحافة وحصانة المؤسسات الإعلامية أولوية الأولويات، والقوى الأمنية معنية بتنفيذ القرارات القضائية التي حكمت بإخلاء مكاتب جريدة البناء من العناصر المسلحة بأقصى سرعة ممكنة، وذلك لوضع حد لمثل هذه الأفعال التي تمسّ بالحرية وبهيبة الدولة في آن.
أما في ما يتعلق بأوضاع الحزب، فإننا نؤكد على توجه المؤسسات الحزبية وقراراتها بالعمل الجاد لتحقيق وحدة القوميين الاجتماعيين. وهذا ما أعلنه رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في احتفال قصر الأونيسكو بمناسة يوم الفداء والوفاء أمام السوريين القوميين الاجتماعيين وأمام الرأي العام ان وحدة الحزب السوري القومي الاجتماعي هي أولاً وثانياَ وثالثاَ وعاشراَ.
وعليه فإننا نؤكد أن الاحتكام لإرادة القوميين هو المدخل الطبيعي للوحدة وهذه الإرادة ممثلة بمؤسسة المجلس القوميّ المنوط به انبثاق السلطة، لذلك نقول تعالوا الى هذا الخيار من أجل إنجاز وحدة الحزب لتعزيز قوته وفعاليته في جميع ساحات المواجهة.
مسير ووضع اكليل
بعد الكلمات انطلق مسير حاشد من أمام قاعة الشهيد خالد علوان في البريستول متجهاً الى شارع الحمرا تقدمته كشافة النهضة وحملة الأعلام الحزبية إضافة الى الحشد السياسي والحزبي، وهناك وضع المشاركون إكليلاً من الزهر وسط اطلاق الهتافات والشعارات الحزبية.